“حصاد ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي من البداية حتى عصر الوباء”
كتب محمد فَجَل | بالعدد السابع من نشرة ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي في دورته الثالثة (دورة صانع البهجة / سمير غانم)
للمسرح الجامعي طبيعة خاصة وحالة فريدة من نوعها لدى الشباب الممارس للنشاط المسرحي، فهو بالنسبة للطلاب ليس مجرد نشاط يتم ممارسته داخل الحرم الجامعي أو أسرة يتم الانضمام إليها أو حتى أحد الأنشطة التابعة للاتحادات الطلابية التي تتم بشكل دوري.
فعندما تنضم لفريق مسرحي داخل الجامعة تكتشف أنك دخلت عالم آخر أكبر مما كان في مخيلتك، وكأنه باب يأخذك إلى عوالم وأكوان أخرى، ولا يمر وقت كثير حتى يتشعب هذا العالم في أوصالك، فجأة تشعر بالانتماء، بأنك قد وجدت نفسك الحقيقية، تتعلم المبادئ والقيم الصالحة، تتعلم كيف يكون لك كلمة ورسالة وكيف تقدمها، تتعب وتجد وتخرج ما بداخلك من مجهود ووقت بكل الحب والسعادة، تشعر أنك في بيتك، إلى أن يصل نتاج جهدك أنت ومن حولك عندما يخطو مولودك خطواته الأولى على خشبة المسرح.
هنا تكتشف شيئاً جديداً – أنت لست وحدك – فعلى تلك الخشبة يوجد أكثر من مولود وأكثر من حلم، تتعلم من نفسك وممن حولك ويزداد تعطشك للمزيد.
فلم يعد ما يشغلك هو التسابق داخل جامعتك أو مع الجامعات حولها، بل ما يشغلك حقاً هو ما يحدث في تلك الفعاليات من بداية التدريب حتى إسدال ستار النهاية وتعطشك الدائم للمزيد.
ومن هنا كان ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، ففي أكتوبر 2018
قامت مؤسسة فنانين مصريين للثقافة والفنون بإطلاق ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية كأول حدث من نوعه في مصر يلقي الضوء على قطاع فني قوي يعتبر رافداً أساسياً من روافد الفن والثقافة في أي مجتمع وهو المسرح الجامعي، وذلك لإتاحة الفرصة للعديد من طلبة الجامعات المصرية والدولية والفنانين والباحثين في مجال المسرح الجامعي كي يلتقوا، ويتباحثوا، ويتدربوا، ويطوروا من قدراتهم الفنية من خلال الاحتكاك بمختلف الثقافات والتعرف على إبداعات الآخرين الفنية،
ولكن لم يتوقف الأمر عند تلك النقطة، فبعد انتهاء الدورة الأولى وما حصدته من نتائج كانت هناك حاجة ملحة للاستمرار وإقامة دورة أخرى من الملتقى،
ففي أكتوبر 2019 ووسط حضور أعداد كبيرة من محبي وعشاق المسرح ولفيف من الفنانين والمدربين والكوادر المسرحية الهامة بمصر والوطن العربي والغربي، شهدت قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية – تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزير ثقافة مصر، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة – حفل افتتاح فاعليات الدورة الثانية من ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي.
ثم حدثت الجائحة. توقفت الحركة في العالم أجمع، ومعها بالطبع النشاط المسرحي الذي مر عليه موجة أولى وثانية وثالثة وهو في حالة سكون بدأ يتخللها الحراك بشكل طفيف في بعض الجامعات والمحافل الفنية.
إلى أن عاد الحلم لمساره مرة أخرى وتم إطلاق فعاليات الدورة الثالثة من الملتقى من داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط
ثلاثة دوارات ينمو فيها الملتقى وتزداد خطواته تطوراً نحو مستقبل وواقع جديد للمسرح الجامعي ليس بمصر فقط، ولكن بالعالم أجمع.
ومن تلك الخطوات الهامة الإنجازات المتصاعدة دورة بعد دورة – حتى في ظل عصر الوباء – سواء في أعداد الجامعات المشاركة، الدول، عدد العروض، الورش الدولية، وحتى أعداد المشاهدات والمشاركين بالملتقى.
نعرضها لكم بشكل إحصائي توثيقاً للتاريخ آملين أن نرى تطورات أكثر في الدورات القادمة، وأن يستمر إبداع الشباب الجامعي ويزدهر مع كل دورة.